أسوأ امتحان نحو في تاريخ امتحانات الثَّانويَّة العامَّة المصريَّة!!

يسري سلال 21 ديسمبر 2018 | 5:11 ص قضايا نحويَّة 3547 مشاهدة

أسوأ امتحان نحو في تاريخ امتحانات الثَّانويَّة العامَّة المصريَّة!!

أسوأ امتحان نحو في تاريخ امتحانات الثَّانويَّة العامَّة المصريَّة!!
بقلم الأستاذ/ يسري سلال
برعاية موقع نحو دوت كوم – ومبادرة نَحْوَ نَحْوٍ جَدِيدٍ
 
يستحقُّ امتحان نحو الثَّانويَّة العامَّة المصريَّة سنة 2000 الدَّور الثَّاني .. لقب الأسوأ على
الإطلاق في تاريخ امتحانات الثَّانويَّة العامَّة.
 
وكما صنَّفنا امتحان 2013 الدَّورَين الأوَّل والثَّاني كأصعب الامتحانات في تاريخ الثَّانويَّة
العامَّة المصريَّة، والسُّؤال الذي ورد في الدَّور الثَّاني من ذلك العام والخاصّ بمخاطبة
المثنَّى المؤنَّث، كأعظم الأسئلة في تاريخ تلك الامتحانات وأكثرها إلغازًا، وشرحنا ذلك
بالتَّفصيل في مقالَين سابقَين، فإنَّني أصنِّف – بنفس الطَّريقة – امتحان الدَّور الثَّاني في
سنة 2000 كأسوأ امتحان، وكما فعلتُ سابقًا، فسأؤيِّد هذا التَّصنيف بالمبرِّرات، كما يلي:
 
1- الثَّغرة الأسوأ على الإطلاق في هذا الامتحان هو المجيء بكلمتَين من الكلمات الأربعة في
سؤال الإعراب، لهما نفس الإعراب، وهو مفعول به، ولا يمكن تبرير ذلك بالحرص على
الإلغاز ومخالفة المعهود؛ لأنَّه من المتعارف عليه عدم تكرار الإعراب، كما لا يمكن تبرير
ذلك بكون المفعول الأوَّل منصوبًا بالكسرة، والمفعول الثَّاني منصوبًا بالياء؛ فقد كان من
الأولى الإبقاء عليى أحدهما فقط، وعلى الأخصِّ الإبقاء على المفعول المنصوب بالكسرة؛
باعتبار النَّصب بالكسرة من العلامات الفريدة في اللُّغة العربيَّة.
 
2 – طلب إعراب (لكسلان ) لا جدوى منه؛ فقد يلتفُّ الطَّالب على السُّؤال بالاكتفاء بإعرابها
(جارًّا ومجرورًا )، وهي إجابة صحيحة مائة بالمائة، وحتَّى مَن سيقول إنَّ الطَّالب يجب أن
يذكر علامة الإعراب، فإنَّ الجميع يعلمون أنَّنا نقبل بإجابة الطَّالب (جارٌّ ومجرورٌ ) في
حالاتٍ أخرى عديدة؛ فلا يليق أن نلزمه في إعراب هذه الكلمة بالذَّات بتحديد علامة جرِّها؛
فقط لكونها ممنوعةً من الصَّرف، ومجرورةً بالفتحة، ومن الأولى، ما دمت تريد قياس
معرفة الطَّالب بالممنوع من الصَّرف وعلامة جرِّه، أن تأتي بالسُّؤال في أسئلة الاستخراج؛
لتجبره على المجيء بالإجابة المطلوبة، على أن يكون نصُّ السُّؤال (استخرج من القطعة
ممنوعًا من الصَّرف مجرورًا، وحدِّد علامة الجرِّ )؛ خصوصًا لوجود ممنوعٍ آخر من الصَّرف
وهو العَلَم (أحمد ) المرفوع.
 
3 – من أكثر أسئلة هذا الامتحان سخافةً النُّقطة الثَّانية في سؤال الاستخراج (استخرج جملة خبريَّة، وبيِّن محلَّها )؛ فتعبير (جملة خبريَّة ) شديد الغموض والالتباس؛ خصوصًا لأنَّهم
يدرسون في البلاغة الجملة الخبريَّة، والجملة الإنشائيَّة، أو الأسلوب الخبريّ، والأسلوب
الإنشائيّ، ولا يمكن تبرير ذلك بالحرص على الإلغاز أيضًا؛ فلا يجب التَّشويش على الطَّالب
في (نصِّ السُّؤال ) الذي ينبغي أن يكون بالغ الوضوح والتَّحديد، ولكنَّ الإلغاز يكون في
نوع السُّؤال ومدى غموض وصعوبة إجابته، وكان يجب عليه أن يقول بطريقةٍ واضحةٍ:
(استخرج من القطعة جملةً وقعت خبرًا، وبيِّن محلَّها ).
 
4 – السُّؤال الثَّاني في (ج ) سؤال ضعيف غاية الضَّعف، ورغم أنَّه صحيح نحويًّا تمامًا،
إلا أنَّه ما الفائدة من طلب وضع أداة شرطٍ جازمة مرَّة، وأداة شرطٍ غير جازمةٍ مرَّة، إذا
كان فعل الشَّرط ماضيًا أصلا وفعل الجواب فعل صحيح، ولن يظهر على أيٍّ منهما أيُّ
تغييرٍ يُذكَر؟؟ وكان الأولى – من باب المفارقة – استخدام أحد الفعلَين، أو كليهما، معتلَّ الآخر،
أو أضعف الإيمان قبل آخره حرف علَّة؛ ليظهر التَّمايز بين الأداتَين، ويكون هناك جدوى من السُّؤال.
 
5 – أخيرًا، وفي السُّؤال الرَّابع أتى واضع الامتحانات بعددَين لهما نفس الحكم في الكتابة، وهو مخالفة المعدود في التَّذكير والتَّأنيث، وكان الأولى التَّنويع بالمجيء بعددَين مختلفَي الحكم.