ما أسعَدَ كلَّ مَن له أمٌّ

يسري سلال 24 أبريل 2018 | 2:43 ص شخصيٌّ 1821 مشاهدة

ما أسعَدَ كلَّ مَن له أمٌّ

    ما أسعَدَ كلَّ مَن له أمٌّ .. ورحمكِ الله يا أمِّي .. فقد علَّمتينا حبَّ الله والناس والحياة .. الأسير الفلسطيني (محمد براش ) الذي أُصِيب بالعمى في محبسه بسجون الاحتلال يخجل من أن يخبر أمه أثناء الزيارة أنَّه فقد بصره .. ويشعر بالقهر لأنَّه في الوقت الذي تحتاجه فيه أمُّه ليكون سندها أصبح هو مَن يحتاج إلى أن يتَّكئ على كتفها .. ويشجينا ويبكينا برسالةٍ من داخل السجن بعنوان (لا تخبروا أمِّي بأنَّني صرتُ أعمى ) يقول في جزءٍ منها: “عذرا يا أمي، ما عدت ذاك الابن الذي تشدين به الأزر؛ فقد سلبوا النور من عيني، وبِتُّ أكذب عليك في كل زيارة، ليس عقوقا مني بل بِرًّا ورحمة، كيف أصارحك بألمي ومُصابي وأنتِ الأكثر خوفا عليَّ وحرصا على سلامتي؟! كيف أخبرك بعجزي بعد أن أوشك ظهرك على الانحناء وبِتِّ بانتظار السند؟! .. يا لوعة الأمهات بل يا لوعتي أنا! فأنا اليوم أحوج إلى لمسة يدك الطاهرة تمسد شعري، وتشدُّ لحافي .. لكنَّني أخجل من حسرتك، وأخشى عليك من غُصَّة الألم، فإن لم أكن أملك فلن أكون الألم .. وسنبقى هكذا ما قدر لنا الحياة: يحتاج أحدنا الآخر، ولا سبيل للطلب.
فعذرا أمي، أنا لن أصارحك بضعفي، ولن أقول لك يوما إنني أصبحت أعمى ” .

ملاحظة:
يمكنكم قراءة المقال من خلال حسابنا على موقع فيس بوك .. من خلال الرَّابط التَّالي:

https://www.facebook.com/nahw.1com/posts/1924286647825824