بالله بالله بالله بالله .. لا تموتي يا نيرة!!

يسري سلال 24 أبريل 2018 | 2:36 ص شخصيٌّ 1655 مشاهدة

بالله بالله بالله بالله .. لا تموتي يا نيرة!!

    أعاني منذ عدَّة سنوات من مجموعةٍ من الأمراض القاتلة .. أحدها قرحة خبيثة ملعونة بالساق ..

قرحة من النَّوع الذي لا يقتلك فتستريح .. ولا يتركك فتستريح .. وما أدراك ما القرحة إذا اجتمعت

مع السُّكَّر والسِّمنة المفرطة .. هذا الثَّالوث المدمِّر الذي أحال حياتي إلى جحيم .. ومنذ 8 أشهر لم أتوقَّف

يومًا عن أخذ الحقن المسكِّنة .. ورغم أنَّ الأطبَّاء أكَّدوا أنَّ هذا انتحار كامل وموت محقَّق .. وأنَّ الحقن

المسكِّنة إذا لم تقتلني فإنَّها ستتسبَّب على أقلِّ تقدير في إصابتي بالفشل الكلويِّ .. وبينما كنت أنتظر الموت

بالمعنى الحرفيِّ للكلمة جاء خبر حمل زوجتي في نيرة ليسبِّب لنا وقتها صدمةً بالغةً .. ثم جاءت نيِّرة إلى

الحياة منذ أقلَّ من 13 شهرًا .. فكأنَّ الله أراد أن يخلق من الموت حياة .. غيَّرت نيرة نظرتي إلى الحياة

.. وصرت أكثر تشبُّثًا بها (بالحياة ) .. أحببت الحياة التي كنت قد كرهتها بسبب ما أعانيه من الآلام ..

فقط من أجل نيرة .. أحببناها كما لم نحبّ أحدًا أو شيئًا آخر في الدُّنيا .. وملأت حياتنا بهجة .. رغم أنَّها

أخت لثلاثة إخوة (بنتَين وولد ) .. واعتبرت أنَّ الله عزَّ وجلَّ يلقِّنني درسًا .. كأنَّه يقول لي: يئست من

رحمتي وها أنا ذا أغمرك برحمتي بهذه الهديَّة الرَّبَّانيَّة .. وانزعجتم أشدَّ ما يكون الانزعاج عندما

علمتم بالحمل وها هي ذي قد أصبحت قرَّة أعينكم ونور أبصاركم .. وفي الوقت الذي وعيت فيه الدَّرس

.. وفي الوقت الذي صارت فيه نيرة هي القلب والرُّوح .. في هذا الوقت كأنَّ الله عزَّ وجلَّ قد أراد أن يلقِّننا

درسًا آخر لم أدركه بعد .. وكلُّ ما أعرفه أنَّ نيرة .. نور العين والفؤاد .. قد مرضت فجأة .. وأنَّها تعاني من ارتفاع درجة الحرارة منذ ثلاثة أشهر .. وأنَّ جميع الأطبَّاء والمستشفيات قد عجزوا عن معرفة السَّبب .. وأن كلَّ الأشعَّة والتَّحاليل تقول إن نيرة سليمة .. وأنَّ الحياة تخفت تدريجيًّا في نيرة .. وأنَّ القضاء يرفرف على سريرها ليقع .. وأنَّ إحساسًا شنيعًا في أعماق القلب يقول إنَّ ثمَّة مأساة مروِّعةًُ في انتظارنا .. وأنَّ ذلك العصفور الأخضر الصغير سوف يحلِّق بعيدًا .. فهل يكون الدَّرس المستفاد من هذه المحنة أنَّ الموت لا يُقاس بالسِّنِّ .. والدَّليل أنَّني صاحب ال 44 عامًا .. والذي كنت من المفترض أن أموت منذ سنوات .. سأعيش حتَّى أرى ابنتي الصُّغرى ذات ال 13 شهرًا ميِّتة؟ ووالله الذي لا إله إلا هو إذا متِّ يا نيرة .. وإذا قُدِّر لي الحياة بعدك لساعاتٍ .. أو لأيَّامٍ .. أو لأسابيع .. أو لشهور .. أو حتَّى لسنوات .. لظللت أردِّد حتَّى أموت: إنَّما مِتُّ يوم ماتت نيرة.

ملاحظة:
يمكنكم قراءة المقال من خلال حسابنا على موقع فيس بوك .. من خلال الرَّابط التَّالي:

https://www.facebook.com/nahw.1com/posts/1926259290961893